24‏/5‏/2012

ولاية سيكيم.. واجهة جديدة لجمال الهند الطبيعي

جبال الهيمالايا تضفي بريقاً على الحياة في منطقة دارجيلنج

    (لحجم أكبر اضغط على الصورة)

رغم أن الأضواء تتركز جميعها على ولايتي “كالكوتا” و”دلهي” الساحرتين الهنديتين، باعتبارهما الولايتين الأبرز والأشهر في البلاد من حيث العديد من الجوانب، إلا أن هناك ولاية ثالثة ربما لا تقل في شيء عنهما، هي ولاية سيكيم الصغيرة غير الساحلية التي تقع في شمال شرق الهند على المنحدرات الجنوبية لجبال الهيمالايا بين كل من نيبال والتبت وبوتان.

تقع سيكيم Sikkim في مواجهة نيبال والتبت، وهو ما يستلزم الحصول على تأشيرة دخول منفصلة، ومدينة جانجتوك Gangtok هي عاصمة الولاية والمدينة الرئيسة فيها. وتعتبر أسهل الطرق التي يمكن الوصول من خلالها إلى هناك هي القدوم بالطائرة من كالكوتا ومن ثم ركوب سيارة أو أي مركبة من مطار باجدوجرا.
وبالنسبة لأصل الاسم، فإنه ووفقاً لما ورد على موقع موسوعة ويكيبيديا، فإنه مزيج لكلمتين هما su ومعناها “جديد” و khyim ومعناها “قصر” أو “بيت”. وتتسم سيكيم بهدوئها وتوفيرها مناخ استرخاء مثالي للمسافرين. ومن أشهر السمات التي تميزها أرضيتها الجبلية، فمعظم الولاية تقريباً جبلية، ويوجد بها ارتفاعات تتراوح من 280 متر حتى 8585 متر. ويوجد بها قمة جبلية تعرف باسم قمة Kangchenjunga، وهي ثالث أعلى قمة في العالم وأعلى نقطة في الولاية، وتقع على الحدود بين سيكيم ونيبال. والأرض هناك غير صالحة للزراعة بسبب طبيعتها الصخرية ومنحدراتها الوعرة. وهناك كذلك جبال الهيمالايا التي تحيط بالحدود الشمالية والشرقية والغربية للولاية. ويوجد في سيكيم 28 قمة جبلية وأكثر من 80 نهر جليدي و227 بحيرة على ارتفاع عال، من أشهرها بحيرات تسونجمو، جورودنجمار، وخيشيوبالري، بالإضافة إلى أكثر من عشرة أنهار ومجاري مائية.
رهبان شبان يأخذون قسطا من الراحة لدراستهم في أحد الأديرة في سيكيم
ويُنصَح، مثلما يفعل السياح الغربيون، بزيارة الولاية خلال فصل الصيف الهندي، حينما يكون المناخ دافئاً ومعتدلاً وجافاً. ويتراوح المناخ من شبه استوائي في الجنوب إلى مناخ مجال التندرا في المناطق الشمالية، التي تغطى بالثلوج على مدار 4 أشهر كل عام، وتنخفض درجات الحرارة هناك لأقل من الصفر كل ليلة تقريباً.
ولعل أهم ما يميز السكان هناك هو اعتزازهم بولايتهم، لدرجة أنهم يخبرون الزوار أنهم “سيكيميون وليسوا هنوداً”. ويسكن ولاية سيكيم 406457 نسمة بحسب إحصاء عام 1991، ويتألف السكان من مجموعات عرقية متنوعة، إلا أن الأغلبية من النيباليين، إلى جانب مجموعات ليبشا ثم مجموعة بهوتياس سكان التبت الأصليين. وتستخدم اللغة الانجليزية في الحكومة إلى جانب اللغة الهندية التي تُعد اللغة الرسمية، وهناك كذلك مجموعات لغات محلية مثل ليبشا وبهوتيا ونيبالي وليمبو تتحدث بها بعض المجموعات السكانية محلياً.
تغطي سلاسل جبال الهيمالايا ولاية سيكيم الهندية
وتحتفي الأغلبية النيبالية التي تقطن الولاية بكافة المهرجانات الهندية الكبرى، التي من بينها ديوالي Diwali ودوسيرا Dussera. وهناك أيضاً مهرجانات محلية تقليدية منها ماغي سانكرانتي Maghe Sankranti وبهمسن بوجا Bhimsen Puja. ومن بين المهرجانات البوذية التي يتم الاحتفال بها في الولاية لوسار ولوسونج وساجا داوا ولهاباب دويشي. كما يحتفل المسلمون هناك بعيد الفطر وشهر محرم. كما يتم الترويج للكريسماس في العاصمة جانجتوك لجذب أعداد متزايدة من السياح في عير أوقات المواسم.
وتشكل الزراعة أساس الاقتصاد في الولاية ويُخصص معظم الإنتاج للتصدير، ومن أهم زراعاتها الهال أو الهيل والبرتقال والتفاح والبطاطا، إلى جانب الشعير والقمح والذرة والأرز. وتشمل النشاطات الاقتصادية تربية الأغنام والياك (ثور التبت الضخم)، والتعدين لوجود الفحم والفضة وخامات الحديد والرخام والرصاص. كما تشتهر سيكيم بحرفها اليدوية التقليدية، ويشهد القطاع السياحي في سيكيم تطوراً ملحوظاً وإسهاما ًمتزايداً في النشاط الاقتصادي.
وفيما يتعلق بوسائل المواصلات، فإن الولاية لم يكن بها أي مطارات أو سكك حديدية بسبب تضاريسها الوعرة حتى العام الماضي، في وقت يتم فيه إنشاء أول مطار هناك في باكيونج  Pakyong التي تبعد 30 كيلو متراً عن جانجتوك.
أما أقرب مطار حالياً للولاية فهو مطار باجدوجرا القريب من مدينة سيليجوري Siliguri في بنغال الغربية، ويبعد بحوالي 124 كيلو متر عن جانجتوك. كما تفتقر الولاية إلى بنية تحتية بارزة فيما يتعلق بالسكك الحديدية، وأقرب المحطات للولاية سيليجوري ونيو جالبايجوري في بنغال الغربية. وفيما يتعلق بالطرق، فإن هناك طريقان سريعان يعرفان بـ 31A و 31 يربطان سيليجوري بجانجتوك.  وتُسَيِّر هيئة النقل الوطنية حافلات وعربات نقل، بالإضافة للحافلات الخاصة وسيارات الأجرة السياحية وسيارات الجيب.
مزارع الشاي في منطقة دارجيلنج
مزارع الشاي في منطقة دارجيلنج
ومن أشهر الأماكن في سيكيم، إلى جانب المناظر الطبيعية الساحرة وجبال الهيمالايا وغيرها من الأماكن ذات الطبيعة الخلابة، دير يعرف بدير رومتيك Rumtek، بُنِي في القرن السادس عشر على يد رئيس مدرسة بوذية تبتية كان يعيش في المنفى. وهناك كذلك معهد نامجيال Namgyal لعلوم التبت الموجود به خزانات عرض لأسلحة مصنوعة من عظام أفخاذ بشرية وجماجم تقدر أعمارها بمئات السنين. بالإضافة إلى منطقة دارجيلنج Darjeeling ـ التي تعتبر أشهر مزار سياحي هناك ـ وهي تقع في بنغال الغربية. وتشتهر تلك المنطقة بكونها مقصد سياحي هام وكذلك بصناعة الشاي. وقد خرجت تلك المنطقة للوجود في منتصف القرن التاسع عشر حين أسس الاستعمار الإنجليزي، نتيجة لجودة مناخها، إحدى المحطات فوق هضبة هناك، ليكتشفوا بعدها أنها منطقة مناسبة تماماً لزراعة الشاي. ويمكن الوصول إليها عبر الطائرة وعبر سيارات الأجرة وسيارات جيب وعبر الحافلة والقطار.
صور لجمال الطبيعة في ولاية سيكيم الهندية
 
المصدر:news.travelerpedia

اقرأ ايضا