3‏/6‏/2012

زيارة إلى تايلاند.. بلد العجائب الآسيوية

تايلاند بلد آسيوية تجتمع فيها المتناقضات؛ فشوارعها دائماً صاخبة بكل ألوان الحياة، وبها مناطق أخرى يفوح منها عبير الرومانسية الحالمة، وأماكن تعلوها ناطحات السحاب، وأخرى تنتشر بها الأكواخ الخشبية. وعاصمتها بانكوك تمتلئ بمؤسسات التكنولوجيا المتطورة، وليلها يرتاده الراقصون الذين يرتدون الوجوه المتوحشة، ويؤدون الرقصات الهستيرية، وهناك المسارح ودور الأوبرا

التى تعرض أرقي الفنون الكلاسيكية، وأفلام الأساطير، وأفلام الخيال العلمي، وهناك المعابد البوذية والمساجد، والأحراش الاستوائية وحقول الأرز… إنها بلاد العجائب الآسيوية تايلاند
علي مساحة نحو 513 ألف كيلومتر مربع جنوب شرق آسيا تمتد تايلاند، وفيها من وسائل المواصلات التاكسيات والزوارق والقوارب، و”التوك توك”، وهي وسيلة مُثلي في أوقات الازدحام، فضلاً عن إتاحتها الفرصة للراكب للإطلاع علي معالم المدينة.
والأسعار في تايلاند بصفة عامة مفتوحة، ويحق للسائح المساومة عليها كيفما شاء، ماعدا أبرز مصايد السياح، وهى المنطقة المعروفة بمحطة مصايد الأسماك العذبة، ويعتبر المكان الوحيد الذي تتحدد فيه الأسعار.
سكان تايلاند
يتسم سكان تايلاند، الذين يتجاوز عدهم 66 مليون نسمة، بالأخلاق الكريمة كالتسامح والاحترام للغير، والتمسك بالتقاليد رغم اعتناق القلة منهم لأديان سماوية، فالغالبية العظمي تعتنق البوذية، ولهم أكثر من 27000 معبد، وتوجد عشيرة كبيرة مسلمة لها نفوذ واسع النطاق في الجنوب. ويشتهر أهل تايلاند عموماً بتمسكهم بالروابط الأسرية وصلات القرابة، والعادات والتقاليد الصارمة، واحترام نفوذ الأسر الكبيرة.
ويؤمن أهل تايلاند بالأرواح، ورغم تفوقهم علمياً مازالوا يتمسكوا بالأساطير والقوي الخفية، مما جعلهم يجمعون بين المتناقضات الثقافية في أسلوب حياتهم؛ فتتميز الميادين الرئيسية بالأبراج وناطحات السحاب وأنوار النيون البراقة، والمؤسسات العلمية، والتكنولوجيا الحديثة، بينما تتميز الشوارع الجانبية بالمعابد والأشجار، وأكشاك الباعة التقليدية
كما يشتهر سكان تايلاند بالرقصات الكلاسيكية التي تشع منها روح التراث، وقدرتهم علي تزيين كل شيء كالمأكولات والملابس وأدوات الحياة اليومية، وجدران المنازل والمعابد والشوارع والأشجار. وتنتشر بها القلائد المصنوعة من المعادن النفيسة، والمشغولات اليدوية، ومن أبرزها خشب “الساج” المنحوت والمنقوش، والمظلات الملونة، وغيرها من مظاهر إحياء التراث.
جمال الطبيعة
تتباين مفردات الطبيعة الغنية في تايلاند بين الجبال الشمالية المتلفحة بالضباب إلي الغابات وحقول الأرز الزمردية في السهول الوسطي وانتهاء بالشواطئ الجنوبية المحاطة بأشجار النخيل التى تحاذيها الجزر الاستوائية، بالإضافة إلى المتنزهات التى يبلغ عددها أكثر من 60 متنزهاً. ومعدل درجة الحرارة بها حوالي 28 درجة مئوية، مما يجعل المناخ دافئاً ومشمساً وتؤثر البرودة القادمة من المناطق الشمالية في المناخ ليصبح منعشاً في الساعات المبكرة من النهار وطيلة الليل، خاصة خلال شهري ديسمبر ويناير
ومن أشهر المعالم التى يمكن زيارتها الجولات النهرية باستخدام وسيلة الإكسبريس “تشاوفرايا”، الذى ويشبه “الأتوبيس”، الذى ينقل الزائر في رحلة علي النهر، ويمكن أيضاً استئجار قارب طويل الذيل “هانج ياو”، وحينئذ يمكن مشاهدة أشهر المعالم الواقعة علي شاطئ النهر، مثل الفندق الشرقي القديم، وهو من أفضل الفنادق في العالم، ويبلغ عمره أكثر من مائة عام، ومشهور بأساطيره، وهناك القصر الملكي القديم، بزينته المزركشة، وما يحيط به من نخيل، والبيت النهري الملكي “دهبية” بما يميزه من برجات ذهبية فاخرة. وهناك عدد من المعابد، من أهمها معبد الغجر، وارتفاعه 280 قدماً، والمعبد الصغير “آرون”، بالإضافة للسوق الطافية، والبيوت الخشبية في الحي المسيحي، والمطاعم الصغيرة التقليدية
أكلات لاذعة ومطاعم بكل اللغات
تشتهر تايلاند بالأكلات اللاذعة، التي تشبه لحد كبير المأكولات الصينية، ويتناولونها وهي شديدة السخونة، ومشبعة بالمتبلات والشطة، ويبدعون في عمل تشكيلات من عصائر الفواكه، وخاصة عصير الليمون، الذي يقدم في شكل معين يسمي شراب “اللايم”. وبجانب الأكلات اللاذعة، تبقى المأكولات البحرية التايلاندية الأرخص سعراً والأفضل مذاقاً، أما الحلويات التايلاندية فتصنع من البيض وجوز الهند إضافة إلي الفواكه الاستوائية مثل المانجو والتفاح والأناناس والعنب
وتتنوع المطاعم في تايلاند فيوجد المطعم التايلاندي بجانب الأمريكي والإيطالي والهندي والباكستاني والصيني والعربي منها، الشامي والعراقي والمصري، بالإضافة إلي المطاعم الإيرانية والتركية، ومطاعم الوجبات السريعة. ولابد من تجربة الطعام التايلاندي وخصوصاً في المطاعم التقليدية، حيث تسود العادات والتقاليد التايلاندية العريقة ففي مطعم الشرق “أورينتال” الذي يعود تاريخ افتتاحه إلي حوالي 200 عام، وفي مدخل هذا المطعم عليك خلع الحذاء دون أن تخشي فقدانه، فهناك من يسلمك إيصالاً باستلامه ثم تجلس علي الأرض أمام طاولة قصيرة الأقدام، وتنزل قدميك فيما يشبه الحفرة أعدت خصيصاً لذلك، ثم تتوالى طقوس تقديم الطعام في الوقت الذي تشاهد فيه مسرحية موسيقية تتجسد قصتها بالرقصات التقليدية لتحكي قصة الحرب والموت والحب.
وفي بانكوك يتركز الوجود العربي في شارع “نانا”، لتجد العديد من المطاعم والمحال والوجوه واللهجات العربية، مثلما ستجد العود ودهن العود الكمبودي أو البورمي أو السنغافوري، فضلاً عن محال الحرير الهندي، والأحذية، والشيشة، كأنك تعيش في قطعة انُتزعت من الوطن العربي بكل ما فيها؛ فالوجوه واللهجات والكتابات ولافتات المحال والمطاعم المكتوبة بالخط العربي تعيدك فوراً إلي العالم العربي وتمنحك شعوراً من الألفة.





 المصدر:
news.travelerpedia

اقرأ ايضا