يعود تأسيس تروندهايم إلى عهد الملك أولاف تريجفاسون عام 997م، وأطلق عليها اسم كاوبنجن إلا أنه في أواخر العصور الوسطى تحول الاسم إلى ما معناه مكان التجارة في تروندهايم، واختصر الإسم من ذلك اليوم وصار يلفظ في اللغة الدانماركية “تروندهايم”. ولا يزال يوجد تمثال يرتفع لثمانية عشر متراً للملك أولاف في ساحة وسط المدينة يراقب المدينة التي حملت أسماء عديدة عبر تاريخها.
تُعد تروندهايم واحدة من أهم مواطن الجذب السياحي بشمال أوروبا؛ فتحيط بها جميع صور الطبيعة الجذابة حيث الغابات والسهول التي تتعانق في هدوء مع الهضاب والوديان الغنية بالأشجار. فضلاً عن كونها تضم العديد من المواقع الأثرية والمعالم الفنية والثقافية البارزة وعدد من أفضل المعاهد الدراسية والعلمية الأوروبية التي يقصدها طلاب العلم و المعرفة من أنحاء العالم حيث تعتبر المدينة قلب العالم الجامعي والتكنولوجي في البلاد، ولهذا تضم ما لا يقل عن 25 ألف طالب نرويجي وأجنبي. ولتروندهايم مسار طويل في إطار التاريخ الأوروبي ولذا تضم محموعة من المعالم التاريخية المهمة مثل:
كاتدرائية نيداروس (Nidaros) وقصر ستيفتس جاردين Stiftsgården
كاتدرائية نيداروس (Nidaros) وقصر ستيفتس جاردين Stiftsgården
وإن كنت من محبي ركوب الدراجات فلن تجد مكانا أفضل من تروندهايم لتستمتع فيه بالقيادة؛ حيث أنك أمام أول مصعد في العالم للدراجات والوحيد من نوعه والواقع أعلى الطريق المنحدر على تل بروباكن والذي بُني في عام 1993. وهذا المصعد الفريد ينقل راكبي الدراجات على ارتفاع 130 مترا وانحدار 20 درجة إلى قمة الجبل، ويستخدمه 30 ألف شخص في العام حيث يقوم القائد بوضع قدمه اليمنى على شريحة معدنية بحجم القدم ليتم سحبه إلى أعلى بلطف، ويمكنك استئجار الدراجات.
متاحف ورياضة
كما يجد محبي الفنون غايتهم في هذه المدينة التي تضم الكثير من المتاحف الفنية الصغيرة كمتحف تروندهايم للفنون الذي يضم أكبر مجموعة فنية في البلاد منذ أكثر من 150 سنة. والمتحف الوطني لفن الديكور، ومتاحف العلوم والتاريخ الطبيعي والآثار والمتاحف البحرية.
وإذا كنت واحداً من زوار المدينة فلابد ألا يفوتك اكتشاف البلدة القديمة ذات البنايات التاريخية في منطقة (باكك لانديت)، أو زيارة مرسى القوارب على طول نهر (نيديليف)، فضلاً عن زيارة متحف “Sverresborg” الذي يعد أكبر متاحف التاريخ الثقافي في النرويج، حيث يظهر تقاليد البناء من المدينة إلى الريف، ومن الجبل إلى الساحل، ويعتبر متحفاً مفتوحاً في الهواء الطلق، ويضم مجموعة لا تقل عن ستين مبنى يتم ترميمها منذ فترة، وتمتع هذه المباني بطرازات معمارية مميزة.
ولا تغفل مدينة تروندهايم أماكن التسوق؛ فيمكن للسائح التجول في شارع نوردري وأولاف حيث تتركز المحال التجارية والمقاهي والمطاعم وأماكن الترفيه للمشاه وراكبي الدراجات الهوائية، خاصة بعد أن أصبحت المنطقة مركزاً للتجمعات السكنية والمراكز التجارية الحديثة ولعل أبرزها مركز سولسايدن الذي يضم آخر صيحات الأزياء والموضة.
وتوفر المدينة أيضا للزائر فرصة للتمتع بأجمل الرياضات الشتوية المتعلقة بالتزلج وغيره والسير على الأقدام وكرة القدم والرحلات البحرية وصيد السمك، إذ أن المدينة تضم أهم أنهار أوروبا لسمك السلمون ويمكن لأي فرد في أي وقت الصيد في الكثير من المواقع والتمتع بالمناظر الخلابة.
صور من مدينة تروندهايم في النرويج:
المصدر:travelerpedia