تقليدياً تعني السياحة في الصين زيارة سورها العظيم والمدينة المحرمة في بكين والطبيعة الصينية، لكن أن يزور السائح إيطاليا في الصين أو بكلمات أدق نموذج مقلد لإيطاليا فيبدو كأمر غريب.
تقع قرية “فلورينتا” في الطريق بين العاصمة بكين ومدينة تيانجين في منطقة صناعية ناشئة كانت تشغلها حقول الذرة قبل عشر سنوات، وهي مجمع ترفيهي يضم عشرات المقاهي والمطاعم الغربية ومتاجر تعرض أشهر العلامات الأوروبية للملابس والجلود والعطور؛ فبالرغم من أن الصين معروفة بأنها مركز البضائع المقلدة في العالم إلا أنها في نفس الوقت سوق ضخم للماركات الشهيرة، ويبدو أن فكرة “فلورينتا” توافق ذلك وتداعب الافتتان المُتزايد من الطبقة الوسطى الجديدة في الصين بنمط الحياة الأوروبي بتقديم بديل محلي أوفر وأقرب، وإن كان أقل متعة من رحلة إلى باريس أو روما.
وبالرغم من أن البعض قد يرى “فلورينتا” كمشاهد جميلة لا علاقة لها ببعض أو ببقية الفيلم، وأنها مجرد فكرة تجارية، إلا أنها تجذب منذ افتتاحها ما بين 10 آلاف و25 ألف شخص يومياً يأتون بحثاً عن نكهة إيطالية ولو مُقلدة فالشيء الإيطالي الأصلي هو صامويل روسي مدير أحد المطاعم.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يُستنسخ فيها أحد المعالم العالمية ففي كثير من مدن الملاهي توجد نماذج مصغرة من أماكن مختلفة حول العالم، لكن الصين على وجه الخصوص لها سوابق كثيرة في استنساخ ونقل مدن بكاملها لأغراض سياحية وتجارية؛ فقبل عدة أعوام بنت مدينة صغيرة استوحت النمط المعماري لمدينة ألمانية، كما شرعت هذا العام شركة عقارية في الصين في مشروع ضخم يتكلف ستة مليارات دولار لتشييد مدينة جديدة بالقرب من شنغهاي تطابق بلدة هاليستات النمساوية الجبلية الشهيرة ببحيراتها وجبالها ومناظرها الطبيعية الخلابة.
ما رأيك في مثل هذه المشروعات؟ هل هي بسبب الانبهار بثقافة أخرى أم مجرد مشروع تجاري؟ وهل ينجح استنساخ المباني والمعالم خارج أرضها؟ وهل يُغني عن الأصل؟؟ اخبرنا برأيك.
المصادر: .telegraph